قصة الاخوة

كان ياما كان,ثلاثة اخوة مسافرون على طريق مقفر كثير الرياح,في وقت الغسق...ووصل الاخوة الى نهر شديد العمق,لا يمكنهم خوضه,شديد الخطورة,لا يمكنهم السباحة عبره.

ولكن هؤلاء الاخوة كانوا بارعين في فنون السحر,فقاموا بالتلويح بعصيهم ببساطة, وصنعوا جسرا يعبر فوق المياه غير المامونة.

وفي منتصف الطريق عبره,ظهر شخص مغطى الراس وقطع عليهم الطريق.

وتكلم اليهم الموت!!

كان غاضبا ويشعر بانه خدع وفقد ثلاثة من ضحاياه المعتادين,لان المسافرين عادة يغرقون في النهر.ولكن الموت كان ماكرا,فتظاهر بتهنئتهم على سحرهم,وقال لهم ان كل واحد منهم يستحق جائزة على براعته في تفاديه.

وهكذا طلب الاخ الاكبر,والذي كان رجلا يحب القتال والمشاجرة,عصا سحريه ذات قوة تفوق كل العصى الموجودة,وتفوز لمالكها في كل المبارزات,عصا جديره بساحر هزم الموت,وذهب الموت الى شجرة عجوز على ضفة النهر,وصنع عصا من احد فروعها,واعطاها الى الاخ الاكبر.

ثم قرر الاخ الثاني والذي كان رجلا متعجرفا,ان يمعن فب اهانة الموت,فطلب منه اعطاءه القدرة على اعادة الموتى الى الحياة فذهب الموت والتقط حجرا من على ضفة النهر واعطاه الى الاخ الثاني واخبره بان هذا الحجر سيكون لديه القدرة على اعادة الموتى الى الحياة.

وسال الموت الاخ الثالث واصغرهم عما يريده.وكان الاصغر اكثر الاخوة تواضعا وحكمة,كما انه لم يكن يثق في الموت,لذلك سال عن شيء يساعده على الرحيل من المكان,بدون ان يتبعه الموت,وسلمه الموت مكرها عباءة الاخفاء الخاصة به.

ثم تنحى الموت جانبا وترك الاخوة الثلاثة يتابعون طريقهم,وهذا ما فعلوه,استمروا في طريقهم وهم يتكلمون عن العجائب التي قابلوها في رحلتهم,ويعبرون عن اعجابهم بهدايا الموت.

فيما بعد افترق الاخوة واتجه كل منهما الى وجهته الخاصة.

فسافر الاخ الاول لاسبوع او اكثر حتى وصل الى قرية نائية وبحث فيها عن ساحر,كان قد تشاجر معه ومن الطبيعي الا يفشل في الفوز في المبارزة التي حدثت بينهما ما دام ان سلاحه هو عصا الكبير.وترك الاخ الكبير عدوه ميتا على الارض وذهب الى حانة حيث اخذ يتفاخر بصوت عال بالعصا القوية التي خطفها من الموت نفسه,وكيف جعلته لا يقهر.

وفي نفس هذه الليلة,تسلل ساحر اخر الى الاخ الاكبر وهو نائم في سريره وسرق العصا وزاد على ذلك قطع عنق الاخ الكبير.

وبهذه الطريقة,اخذ الموت الاخ الاول.

وفي هذه الاثناء,سافر الاخ الثاني عائدا الى منزله,حيث يعيش وحيدا,وهناك اخرج الحجر الذي لديه القدرة على اعادة الموتى الى الحياة,وقلبه في يده ثلاث مرات,فظهرت له فورا فتاة كان يتمنى الزواج منها قبل ان تلقى حتفها,مما اثار تعجبه وسعادته.

لكن الفتاة بدت تعيسة وباردة,وبعيدة عنه وكان بينهما حجابا, ولاغم عودتها الى العالم الفاني,لكنها لم تكن تنتمي اليه فعلا, وظلت تعاني. وفي النهاية , جن الاخ الثاني من الشوق بدون امل وقتل نفسه حتى ينضم اليها فعلا.

وهكذا,اخذ الموت الاخ الثاني.

وواصل الموت بحثه عن الاخ الثالث لسنوات طويلة,لكنه لم يستطع الوصول اليه ابدا.
ولم يخلع الاخ الاصغر عباءة الاخفاء الا عندما وصل سن كبيرة جدا واعطاها الى ابنه,ثم حيا الموت وكانه صديق قديم ومشى معه سعيدا, وغادرا الحياة معا.

هذه هي مقدسات الموت

عصا الكبير...حجر البعث...عباءة الاخفاء.....معا تشكل سيد واحد للموت